بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركات

عندما تعشق الفئران القطط او تحب قاتليها مقال حصري

2 دقيقه قراءه

 



في عام ١٩٩٤ لاحظت الباحثة جوان ويبستر Joanne Webster University of Oxford من جامعة أوكسفورد أن بعض الجرذان يتصرفون بطريقة غريبة جداً اتجاه عدوهم اللدود (القطة). من المنطقي أن تهرب الجرذان من القطط لكن ما لاحظته كان عكس ذلك تماماً حيث أن الجرذان المصابين بطفيلي التوكسوبلاسما Toxoplasma gondii كانوا يتجهون نحو القطط بشكل غريب وكأنها عملية انتحارية.
هذا الطفيلي “المقوسة القندية” أنه لا يستطيع التكاثر إلا ضمن الجهاز الهضمي للقطط وبالتالي فإن مصدر الطفيلي هو القطط ومصير بقائه يعتمد على القطط. هذا لا يعني أن هذا الطفيلي موجود في أمعاء القطط حصرياً على العكس هو منتشر انتشار واسع جداً لكنه لا يستطيع التكاثر سوى داخل الجهاز الهضمي للقطط.
في عام ٢٠١١ قام الباحث روبرت سابولسكي من جامعة ستانفورد ومجموعة من الباحثين بفحص ١٨ جرذ مصاب بطفيلي التوكسوبلاسما غوندي (المقوسة القندية) مقابل ١٨ جرذ غير مصاب ومراقبة جهازهم العصبي أثناء تفاعلهم مع رائحة بول القطط. في الحالة الطبيعية، الجرذان المصابة بالطفيلي أظهرت ردود فعل غريبة حيث أن القسم المسؤول عن التحفيز الجنسي تفعّلت لديها عند شم رائحة بول القطة وكانت هذه الجرذان تحاول الاقتراب من القطط وكأنها تحاول أن تستقطب شريك جنسي.
بعض الأبحاث التي تمت في ٢٠١٤ تشير إلى أن الطفيلي يقوم بتحفيز الوصلات الدماغية المرتبطة بالعملية الجنسية والعلاقات العاطفية ويغير الحمض النووي داخل الخلية بحيث يعلّق عمل بعض الجينات المسؤولة عن تحريض الافرازات الهرمونية المتعلقة بالعملية الجنسية. هذا يعني أن الجرذ المصاب بهذا الطفيلي يتم إعادة برمجة جهازه العصبي بحيث يشعر بإثارة جنسية تجاه القطط.
تأثير هذا الطفيلي على الإنسان لايزال قيد البحث لكن يعتقد الكثير من الباحثون في هذا المجال أن التغيرات التي قد تطرأ على الإنسان قد تكون تغيرات دائمة الأثر. بعض الدراسات الأولية تربط بعض الأمراض الدماغية مثل الفُصام – السكيزوفرينيا بالاصابة بطفيلي التوكسوبلاسما.

في بعض الأبحاث تم رصد تغيرات على القسم الدماغي المسؤول عن المشاعر مثل الغضب والغيرة والخوف وغيرها من الغرائز المسؤولة على ضبط الانفعالات الغريزية. على الرغم من أن هذه الأبحاث لاتزال غير قطعيه إلا انه يوجد علاقة ترابط بين الاشخاص الذين يقدمون على الانتحار والإصابة بهذا الطفيلي إذ أن بعض تأثيراته على جسم الإنسان هو تفعيل جهاز المناعة على افراز انزيمات تعمل على تخفيف نسبة سيروتونين والذي يؤدي للإصابة بالاكتئاب. أيضاً يوجد بعض الدلائل على ارتفاع الشعور بالغيرة وعدم الثقة بالآخرين لدى الذكور والثقة العمياء والطاعة المبالغ فيها لدى الإناث.
في عام ٢٠١١ تم فحص ٣٤ طالب (ذكر وأنثى) مصابين بالطفيلي مقابل ١٣٤ طالب غير مصاب. الفحص كان عبارة عن تقييم رائحة بول القطط من حيث سوء الرائحة فكانت النتيجة أن الأشخاص المصابين قيّموا الرائحة بشكل أكثر إيجابية عن الأشخاص الغير مصابين. المثير للاهتمام أن الإناث المصابين ضمن التجربة وجدوا الرائحة أكثر سوء من الذكور الغير المصابين أي أن التأثير كان عكسي بين الجنسين (ذكور وإناث). هذه التجارب تدل على أن تأثير هذا الطفيلي على جسم الإنسان ليس بعيد عن تأثيره على جسم الجرذان لكننا لا زلنا بعيدين على فهم كافة التغيرات الحاصلة بسببه.
اذا كنت مهتم بالموضوع هذه المراجع التى تم صياغة المقالة منها يمكنك الاطلاع عليها لمزيدا من المعلومات
مراجع:

http://www.independent.co.uk/news/sc...n-8102715.html

https://www.scientificamerican.com/a...-our-behavior/

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/11113252

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق